اسمه كاملاً
أرنستو جيفارا دي لاسيزن..
وعرفه الناس باسم
«تشي جيفارا» وهو
مولود «زي النهارده» من
عام ١٩٢٨، درس الطب
في جامعة «بوينيس أيريس»،
وتخرج عام ١٩٥٣، وكان
مصاباً بالربو، مما لم يجعله
صالحاً للالتحاق بالجيش،
قام بجولة حول أمريكا اللاتينية
مع أحد أصدقائه علي متن
دراجة نارية وهو في السنة
الأخيرة من كلية الطب،
وأثناء هذه الرحلة تكونت
رؤيته وتشكل موقفه وتعمق
الإحساس لديه بوحدة أمريكا
الجنوبية هبط إلي جواتيمالا
التي كان رئيسها يقود حكومة
يسارية شعبية وقد تمت
الإطاحة بالحكومة الجواتيمالية
عام ١٩٥٤ بانقلاب عسكري
دعمته أمريكا،
وفي عام 1955 قابل
"هيلدا" المناضلة اليسارية من "بيرون" في
منفاها في جواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها
طفلته الأولى، والعجيب أن هيلدا هي التي
جعلته يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات
الماركسية، إضافة إلى لينين وماو
وقد لايعلم البعض ان جيفارا الثائر من اجل
الحرية والاستقلال
سعى لمقابلة الزعيم جمال عبد الناصر
كرمز للشعوب الحرة
التى تكافح المستعمر وقابله وحصل
على منه على وسام البطولة
وقد يظن البعض ان الزعيم عبدالناصر
لم يلتقى جيفارا لذلك
احضرت الصورة للايضاح والاستدلال...
.بالموضوع
ومن اشهر اقوال جيفارا
"المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب
وحدها هي التي تحرر نفسها"
غادر "جيفارا" جواتيمالا إثر سقوط النظام
الشعبي بها بفعل الضربات الاستعمارية
التي دعمتها الولايات المتحدة، مصطحبا
زوجته إلى المكسيك التي كانت آنذاك
ملجأ جميع الثوار في أمريكا اللاتينية
كان قيام الانقلاب العسكري في كوب
ا في 10 مارس 1952 سبب تعارف
جيفارا بفيدل كاسترو الذي يذكره
في يومياته قائلا: "جاء فيدل
كاسترو إلى المكسيك باحثا
عن أرض حيادية من أجل تهيئة
رجاله للعمل الحاسم".. وهكذا
التقى الاثنان، وعلى حين كان
كاسترو يؤمن أنه من المحررين،
فإن جيفارا كان دوما يردد مقولته:
"المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب
وحدها هي التي تحرر نفسها". واتفق
الاثنان على مبدأ "الكف عن التباكي،
وبدء المقاومة
وظلت المجموعة تمارس
حرب العصابات لمدة سنتين
حتى دخلت العاصمة هافانا في
يناير 1959 منتصرين بعد أن أطاحوا
بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك
الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي"
يعني رفيق السلاح، وتزوج من زوجته
الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة
أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى
في يوم 8 أكتوبر 1967
وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات
الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة
جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل جيفارا ورفاقه
يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث
في حرب العصابات في منطقة صخرية وعرة،
تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل.
وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت
جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في
ساقه إلى أن دُمّرت و مسدسه
وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حيا
نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"،
وبقي حيا لمدة 24 ساعة،
ورفض أن يتبادل كلمة واحدة
مع من أسروه.
وفي مدرسة القرية نفذ
الاغتيال بإطلاق النار على "تشي".
وقد رفضت السلطات البوليفية
تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف
أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون
مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.
اغتيل جيفارا, هو ذاك الطبيب
والشاعر, هو الثائر وصائد الفراشات.
وحتى بعد مرور وقت طويل على مقتله,
ما زالت بعض الاسئلة من الصعب
الاجابة عليها, فلم يحسم احد حتى
اليوم أمر الوشاية بجيفارا. وأيضاً لا أحد
يعرف أين قبر جيفارا الحقيقي مع أن
البعض زعم اكتشافه.
ففي عام 1998 وبعد مرور 30 عاما على
رحيله انتشرت في العالم كله حمّى جيفارا؛
حيث البحث الدءوب عن مقبرته، وطباعة صوره
على الملابس والأدوات ودراسة سيرته
وصدور الكتب عنه.
اصبح جيفارا رمز الثورة واليسار في العالم
اجمع, فيراه اليساريون صفحة ناصعة في
تاريخهم المليء بالانكسارات والأخطاء،
وأسطورة لا يمكن تكرارها على مستوى
العمل السياسي العسكري، وهذا ما تؤيده
مقولته الرائعة لكل مناضل ومؤمن بمبدأ على
اختلاف اتجاهه لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا
من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان
مستعدا للموت في سبيله
مات الثوري وماتت الاسطورة النادرة, مات
ذلك الجسد الذي لم ينهكه الربو, بل اغتالته
الديكتاتورية. لكن الروح لم تمت لتبقى
خالدة, لتبقى رمز الثورة والنصر.