الكلب عضني يا أمي لكني انتصرت
مساحة فارغة
كثيرا ما لعب مع أصدقاءه في فضاء قريتهم الصغيره
كرة القدم كانت لعبتهم المفضلة؛ لكنها لم تكن الوحيدة
كثيرا ما مارسوا ألعاب أخرى لا تتطلب الكثير من الأدوات
ولكنها تتطلب الكثير من الجهد والتعب والعرق
وقفة مع النفس
وصل كعادته أولا قبل غيره
فهو زعيم الأصدقاء وقائدهم
كم يشعر بأهميته دوما أمام أصدقاءه
حتى في نزاعهم كان دائما الحكم
وفي دعواهم كان أول من يدعى
هو المنظم لحركتهم وانتقالاتهم
للعبهم ورحلاتهم
كان فعلا قائدهم
وصول الكلب
كلب غريب يقف بعيدا عن الساحة
يبدو أجربا مريضا
لكن نباحه لا ينقطع
اتركوه في حاله لن يؤذي احدا
الكلب الذي ينبح لا يعض
واصل الجميع اللعب والمرح
الاعتداء المهين
الكره وصلت ناحية الكلب
ذهب احدهم لإحضارها
فجأة اعترض الكلب في طريقه
حاول أن يسلك طريقا اخر
اعترض الكلب طريقه مرة أخرى
حاول مجددا ومجددا
وفي كل مرة كان الكلب يعترض طريقه
استجمع قواه وشجاعته وأغمض عينيه
وانطلق نحو الكرة
فإذا بالكلب ينقض على رجله ويعضها
فرض الذلة
كم صغرت الساحة اليوم
صارت الساحة ضيقة عليهم
بالأمس كانوا يتعبون من كثرة اللعب
واليوم لا يجدون مكانا يتحركون فيه
محاولة عقيمة
يجب أن ننتقم منه
يجب أن نسترجع ما نقص من الساحة
لم يصغي إليه أحد
الكل أختلق لنفسه أعذارا وحججا
بدأ يفقد ثقة أصدقاءه لأول مره
ما العمل؟
لعل الكلب يغادر بعد حين!!
التهجير
بالأمس عض الكلب الولد الثالث
بدأ عدد الأصدقاء يقل تدريجيا
تناقص بشكل متسارع رهيب
لم يبقَ سوى عدد قليل
مع نهاية الأسبوع بقي وحده في الساحة
فكر مليا واتخذ على نفسه عهدا
العهد
استيقظ مبكرا من النوم
صلى صلاة الفجر في المسجد
غادر البيت وبيده سلاح بدائي
عصا غليظة ربما تفي بالغرض
وصل للساحة حيث كان الكلب يستعرض عضلاته
اتجه من فوره للكلب رافعا عصاه نحوه
انزل العصا محاولا اصابة الكلب في مقتل
راوغ الكلب الضربة الأولى ونجا منها
وانقض على ساق الفتى وعضها
أحس بالدماء تسري منها
لكنه لم يعرها أي اهتمام
رفع العصا مرة أخرى
وانزلها على أم رأسه وأصابه
حينها سقط الكلب وتعفر في تراب الساحة
انقلب نباحه المتصل لعواءٍ جريح
لملم ذيول الهزيمة وانسحب من الساحة كسيرا
سقط الفتى بعدها مغشيا عليه بعد أن تأكد من النصر
فالألم كان اشد من أن يحتمل
مشهد لا داعي له
استيقظ من إغمائه في المستشفى على صوت أمه الملتاع
لا بأس يا أمي لم يحدث شيء
الكلب عضني يا أمي لكني انتصرت