طائرُ الشمال
تصيرُ بكَفِّهِ الفرشاةُ مِجدافا ً
فيرسمُ مرَّةً بيتا ً
ويُلصقُهُ شناشيلا ً على غيمه
وبدرٌ من هناكَ يطُلُّ
كخِصرِ راقصةٍ
بعُتمَةِ موجةٍ يغرقْ
شبابيكٌ تبَختَرُ كالحمامِ
بريشِها الأزرقْ
وجوهٌ طعمُها القُبُلات
من عسلٍ ومن تينْ
يطيرُ الى الجبلِ الشَماليِّ الحزينْ
عشرونَ أسراً !
بين ألوان البَنَفسجِ والحنينُ
يعانقُ شوقَهُ الأزليَّ في وطنٍ بلا رونقْ
هنا فِرشاتُهُ نزلتْ
على هَضَباتِ أجسادٍ
مُحنّاةٍ بسحر الكرنفال ِ
كطفلٍ غَطَّ في أحلامِ مَنفاهُ وأُمنيَة ٌ تناديهُ
سلالِمُهُ البلا جذر ِ تحلِّقُ كالنُجيماتِ
تُعذِّبُهُ وتُفرحُهُ أغانيهُ
وحشدُ أهِلَّةٍ صفراءَ أو خضراءَ أو حمراءَ
تُشبكُ نسجَهُ الغافي
وأطلالٌ كما لو كُنَّ أرواحا ً
تردّدُ لحنَهُ الصافي
نقاطٌ كالرسائل ِ ..
زغرَداتٌ كالبلابل ِ
تستريحُ بوَكرها المُستلهَمِ الدافي
وأحيانا ً كأنَّ الصوتَ
مُنجَرحٌ بغُصَّةِ عَبرَةٍ يشهقْ
ومازالتْ تطيرُ بكفِّهِ الفرشاةُ مِجدافا ً
ومَحضُ خيالِهِ زورقْ